أخبار دولية

استدعاء مهدي بنعطية أمام اللجنة التأديبية للدوري الفرنسي: تصريحات نارية بعد مباراة مارسيليا وليون

استدعت اللجنة التأديبية التابعة للدوري الفرنسي الدولي المغربي السابق، مهدي بنعطية، والذي يشغل حاليًا منصب المستشار الرياضي لنادي أولمبيك مارسيليا، للمثول أمامها. جاء هذا الاستدعاء في أعقاب التصريحات النارية التي أطلقها بنعطية بعد مباراة فريقه ضد أولمبيك ليون، التي أُقيمت يوم الأحد الماضي ضمن منافسات الدوري الفرنسي.

في هذه المباراة المثيرة التي جمعت بين مارسيليا وأولمبيك ليون، والتي انتهت بفوز مارسيليا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، خرج بنعطية بتصريحات لاذعة وجّه من خلالها انتقادات شديدة للحكم الذي أدار اللقاء، سيباستيان بينيو. رغم أن فريقه قد حقق الفوز، إلا أن بنعطية لم يتمكن من إخفاء استيائه من أداء الحكم ووجه اتهامات علنية بشأن طريقة إدارته للمباراة.

بعد انتهاء المباراة، قال بنعطية في تصريحات إعلامية: “ما حدث خطير جدًا، أنا لست مندهشًا مما حدث. حينما علمت في منتصف الأسبوع أن الحكم سيباستيان بينيو هو من سيدير المباراة، لم يكن لدي شعور جيد. هناك تاريخ بيننا، ويجب أن نعود لننظر إلى ما حدث في المباريات السابقة.”

وأكمل بنعطية تصريحاته بالقول: “أنا لست من النوع الذي يبكي بعد كل مباراة، ولكن ما حدث في الأسبوع الماضي كان واضحًا. الحكم لم يُقدّم مباراة جيدة، ولا يمكن لأحد أن يخبرني بعكس ذلك. لا يمكن أن تقول لجماهير مارسيليا إن الحكم كان عادلاً في قراراته في مباراة مهمة مثل هذه.”

هذه التصريحات أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية الفرنسية، حيث وجه بنعطية اتهامًا صريحًا للحكم بعدم تقديمه لمستوى تحكيمي جيد خلال المباراة، ملمحًا إلى وجود تحيز أو قصور في إدارة المباراة.

في ضوء هذه التصريحات، لم تتأخر اللجنة التأديبية للدوري الفرنسي في اتخاذ إجراءات فورية. حيث تم استدعاء بنعطية للمثول أمام اللجنة من أجل التحقيق معه بشأن تصريحاته العلنية ضد الحكم. ورغم أن مارسيليا خرج منتصرًا من المباراة، إلا أن حديث بنعطية كان بمثابة شرارة أشعلت الجدل حول أداء الحكام في الدوري الفرنسي.

تعتبر هذه الخطوة من اللجنة التأديبية محاولة لضبط إيقاع الدوري الفرنسي وحماية سمعة الحكام، الذين يعتبرون جزءًا أساسيًا من سير المباريات. وفي مثل هذه الحالات، تسعى اللجنة دائمًا إلى ضمان عدم التشكيك في نزاهة الحكام أو إلحاق الضرر بسمعتهم.

من الواضح أن استياء بنعطية من الحكم بينيو سيباستيان لم يكن مجرد رد فعل عفوي على مباراة واحدة، بل يبدو أنه يعود إلى توترات سابقة بين اللاعب السابق والحكم. أشار بنعطية في تصريحاته إلى أن لديه تجربة سابقة غير إيجابية مع هذا الحكم، وأنه شعر بعدم ارتياح عندما علم بأن سيباستيان هو الذي سيدير مباراة مارسيليا ضد ليون.

هذه التجارب السلبية جعلت بنعطية يشعر بأن الحكم قد لا يكون على مستوى المباراة أو ربما كان لديه ميل لاتخاذ قرارات ضد فريقه، وهو ما أثار غضبه ودفعه للتعبير عن استيائه بطريقة صريحة أمام وسائل الإعلام.

لم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي من نادي أولمبيك مارسيليا بخصوص استدعاء بنعطية للمثول أمام اللجنة التأديبية، إلا أن النادي قد يجد نفسه في موقف حساس بسبب التصريحات الصادرة عن مستشاره الرياضي. في مثل هذه الحالات، قد يتخذ النادي خطوات لضبط الأمور داخليًا أو يدعم بنعطية في موقفه ضد اللجنة.

من المهم أيضًا الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُنتقد فيها التحكيم في الدوري الفرنسي، إذ أن الحكام في الدوريات الكبرى غالبًا ما يتعرضون للانتقادات من قبل اللاعبين والمدربين عند شعورهم بالظلم أو عند اتخاذ قرارات غير مُرضية.

في حال ثبوت إدانة بنعطية بعد مثوله أمام اللجنة التأديبية، قد يُواجه عقوبات تتراوح بين غرامات مالية، أو حتى عقوبات رياضية قد تؤثر على دوره كمستشار رياضي في نادي أولمبيك مارسيليا. لكن في المقابل، قد يحاول بنعطية الدفاع عن موقفه وتوضيح خلفيات تصريحاته، خاصة إذا كان لديه أدلة أو حجج تدعم موقفه ضد أداء الحكم في المباراة.

لعبت وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تضخيم هذه الواقعة، حيث كانت تصريحات بنعطية بعد المباراة موضوعًا رئيسيًا في معظم الصحف والمواقع الرياضية الفرنسية. يبدو أن هذه القضية قد تجاوزت حدود التحكيم لتصبح قضية رأي عام بين جماهير مارسيليا وليون، وحتى المتابعين لكرة القدم الفرنسية بوجه عام.

وسائل الإعلام غالبًا ما تركز على مثل هذه التصريحات لما تحمله من إثارة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بشخصية معروفة مثل مهدي بنعطية، الذي كان لاعبًا دوليًا بارزًا ولديه تاريخ طويل في كرة القدم الأوروبية.

قضية استدعاء مهدي بنعطية من قبل اللجنة التأديبية للدوري الفرنسي تُعد مثالًا على التوترات التي قد تحدث بين اللاعبين أو المسؤولين الرياضيين والحكام. بينما يشعر البعض بالظلم من قرارات الحكام، يسعى الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إلى الحفاظ على نزاهة اللعبة وحماية الحكام من أي هجمات أو اتهامات علنية.

سيبقى الجميع بانتظار ما ستؤول إليه هذه القضية، وما إذا كانت اللجنة التأديبية ستتخذ إجراءات عقابية ضد بنعطية أم ستتم تسوية الأمر بطريقة أخرى. في جميع الأحوال، ستظل هذه الواقعة محل نقاش واسع بين جماهير كرة القدم في فرنسا وخارجها، خاصة في ظل الأداء المثير للجدل الذي قدّمه الحكم في المباراة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى