بنتايك يحقق السوبر الإفريقي مع الزمالك: تألق مذهل وإنجاز تاريخي
بدأت المباراة بحماس كبير من كلا الفريقين، حيث سعى كل منهما للسيطرة على مجريات اللعب منذ البداية. الأهلي، الذي كان يسعى لتحقيق لقب السوبر التاسع في تاريخه، حاول فرض إيقاعه وضغط بقوة على دفاع الزمالك، بينما استعد الزمالك لمواجهة الضغط واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة.
في الدقيقة 44، تمكن الأهلي من افتتاح التسجيل عن طريق ضربة جزاء نفذها اللاعب وسام أبو علي، وهي ضربة مثيرة للجدل، حيث احتج لاعبو الزمالك على قرار الحكم باحتسابها. ورغم الاعتراضات، نفذ أبو علي الضربة بنجاح ليمنح الأهلي التقدم.
في الشوط الثاني، زادت محاولات الزمالك من أجل العودة في المباراة، ونجح في ذلك بفضل الهدف الذي أحرزه اللاعب ناصر منسي في الدقيقة 77، وذلك بعد دقيقة واحدة فقط من دخوله كبديل. كان هذا الهدف حاسماً للزمالك ليعيد المباراة إلى نقطة البداية، ويشعل الحماس بين الجماهير الحاضرة في الملعب.
بعد انتهاء الوقت القانوني بالتعادل الإيجابي، توجه الفريقان إلى ركلات الترجيح لتحديد الفائز بلقب السوبر. وقد شهدت ركلات الترجيح تألقًا من حارس الزمالك، الذي تمكن من التصدي لضربات الأهلي، بينما أهدر المغربي يحيى عطية الله وزميله وسام أبو علي ركلتي جزاء للأهلي، ليفوز الزمالك بنتيجة 4-3 ويحقق لقبه الخامس في كأس السوبر.
كان هذا اللقب هو الأول للمدافع المغربي محمود بنتايك مع نادي الزمالك، الذي انتقل إليه مؤخرًا. قدم بنتايك أداءً مميزًا طوال المباراة، حيث تمكن من إيقاف العديد من الهجمات الخطيرة للأهلي، وأظهر مستوى عالٍ من القوة الدفاعية والتركيز. بفضل حضوره القوي في خط الدفاع، ساعد بنتايك فريقه في الحفاظ على التوازن الدفاعي، وخاصة في اللحظات الحرجة من المباراة.
شهدت المباراة تواجد عدد من اللاعبين المغاربة في صفوف الفريقين، مما أضفى نكهة مغربية على هذا اللقاء الكبير. بدأ المغربي يحيى عطية الله كأساسي في خط دفاع الأهلي، ولعب دورًا مهمًا في الحفاظ على تماسك الخط الخلفي للفريق. إلا أن عطية الله كان من اللاعبين الذين أضاعوا ركلة جزاء في ركلات الترجيح، مما أثر بشكل كبير على نتيجة المباراة.
في الجانب الآخر، شارك محمود بنتايك في التشكيل الأساسي للزمالك وأدى دورًا بارزًا في صد هجمات الأهلي. إلى جانب عطية الله وبنتايك، تواجد المغربي رضا سليم كاحتياطي في صفوف الأهلي، وشارك في الدقيقة 84 ليعوض حسين الشحات. بينما ظل أشرف داري على دكة البدلاء ولم يحصل على فرصة المشاركة.
تُعد مباريات الأهلي والزمالك من أكثر المباريات توترًا وضغطًا في كرة القدم المصرية والعربية. هذه المباريات لا تُعتبر فقط مواجهات رياضية، بل هي تعبير عن التنافس التاريخي بين الناديين الأكبر في مصر. شهدت مباراة السوبر أجواءً حماسية ومثيرة منذ انطلاقتها، وكانت الجماهير في المدرجات على أعصابها طوال التسعين دقيقة وحتى ركلات الترجيح. ولم تكن فقط الجماهير التي شعرت بالتوتر، بل اللاعبين أيضًا تأثروا بالضغوط، وهو ما كان واضحًا في لحظات معينة من المباراة، وخاصة أثناء تنفيذ ركلات الترجيح.
بالنسبة للأهلي، كان السوبر المصري فرصة للتأكيد على سيطرته المستمرة في البطولات المحلية والإقليمية. وكان الفريق يسعى للفوز باللقب التاسع في تاريخ مشاركاته في كأس السوبر، إلا أن الحظ لم يكن بجانبهم هذه المرة. رغم التقدم بهدف وسام أبو علي في الشوط الأول، إلا أن الفريق لم يتمكن من الحفاظ على تقدمه، وارتكب بعض الأخطاء الدفاعية التي سمحت للزمالك بالعودة في المباراة.
من النقاط التي أثرت على أداء الأهلي في المباراة كان عدم قدرته على استغلال الفرص الهجومية بشكل جيد، بالإضافة إلى إهدار ركلتي جزاء في اللحظات الحاسمة. وهذه التفاصيل الدقيقة هي التي تُحدد في النهاية مصير المباريات الكبرى، وخاصة في البطولات ذات الطابع الحاسم مثل كأس السوبر.
أما الزمالك، فقد دخل المباراة بروح قتالية عالية وإصرار على عدم الخروج خالي الوفاض من هذه المواجهة المهمة. رغم التأخر بهدف في الشوط الأول، إلا أن المدرب أجرى تغييرات تكتيكية مؤثرة في الشوط الثاني، وكان لإدخال ناصر منسي دور كبير في تغيير مجريات المباراة. استطاع الزمالك بفضل تماسكه وتركيزه العودة في اللقاء، وتسجيل هدف التعادل الذي أعاد الأمل للفريق ولجماهيره.
كان واضحًا أن الزمالك أعد نفسه جيدًا للركلات الترجيحية، حيث أظهر لاعبوه ثقة عالية وتركيزًا كبيرًا خلال تنفيذهم للضربات. كما كان لحارس المرمى دور بارز في صد إحدى الركلات، مما ساعد الزمالك على حسم اللقب لصالحه.
بعد هذه المباراة، يواجه الفريقان تحديات كبيرة في الدوري المحلي والبطولات القارية. الزمالك، بعد فوزه بلقب السوبر، سيحاول الاستفادة من هذا الفوز لرفع معنويات لاعبيه ومواصلة تقديم أداء جيد في الدوري المصري ودوري أبطال إفريقيا. إن الفوز في مباراة كهذه يُعطي الفريق دفعة معنوية قوية، ويزيد من ثقة اللاعبين في قدراتهم على مواجهة التحديات الكبيرة.
أما بالنسبة للأهلي، فسيكون عليه إعادة النظر في بعض الجوانب التكتيكية والعمل على تصحيح الأخطاء التي ظهرت في مباراة السوبر. من المؤكد أن الفريق يمتلك الجودة والخبرة الكافية للتعافي بسرعة، ولكن عليه التركيز بشكل أكبر في استغلال الفرص وعدم التراخي في اللحظات الحاسمة.
تُعد مباراة السوبر المصري الأخيرة مثالاً حيًا على التنافس الشديد والمستمر بين الأهلي والزمالك. هذا التنافس الذي يمتد لعدة عقود يشكل جزءًا من هوية كرة القدم المصرية، ويعطيها طابعًا خاصًا يُميزها عن باقي الدوريات والبطولات في المنطقة. جماهير الفريقين تنتظر دائمًا هذه المواجهات بشغف كبير، سواء في الدوري المحلي أو في البطولات الأخرى، وتُعتبر مباريات القمة فرصة لعرض أفضل ما يمتلكه كل فريق من مهارات وقدرات.
حقق نادي الزمالك فوزًا غاليًا على غريمه التقليدي الأهلي في مباراة كأس السوبر المصري، ليحرز اللقب الخامس في تاريخه. كان الأداء الجماعي للزمالك والتركيز في اللحظات الحاسمة هما المفتاح لتحقيق هذا الانتصار. من جهته، قدم الأهلي مباراة جيدة لكنه لم يتمكن من الحفاظ على تقدمه أو استغلال ركلات الترجيح بشكل فعال.
المباراة أظهرت قوة التنافس بين الفريقين، وأكدت مرة أخرى أن مباريات القمة المصرية لا تحسمها سوى التفاصيل الدقيقة. الآن، يجب على الفريقين الاستعداد للتحديات القادمة، حيث ينتظرهم موسم طويل ومليء بالتحديات على الصعيدين المحلي والقاري.
4o