هشام الدكيك في مأزق قبل مواجهة إيران في مونديال الفوتسال…
يواجه المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة (الفوتسال) تحديًا كبيرًا قبل مباراته المرتقبة ضد المنتخب الإيراني في دور الـ16 من كأس العالم للفوتسال، المقامة حاليًا في أوزبكستان. المباراة من المقرر أن تُقام بعد غد الخميس، وتشكل تحديًا كبيرًا للناخب الوطني هشام الدكيك، الذي يعاني من أزمة حقيقية بسبب سلسلة من الإصابات التي ضربت لاعبي الفريق الأساسيين.
لم تكن استعدادات المنتخب المغربي لهذه المباراة خالية من المشاكل، حيث شهدت قائمة الفريق تزايدًا في عدد الإصابات التي باتت تهدد مسيرة المنتخب في البطولة. فقد انضم إسماعيل أمزال إلى قائمة المصابين، التي تضم بالفعل عثمان الإدريسي ويوسف جواد وبلال البقالي. هذه الغيابات الأربعة تمثل تحديًا كبيرًا للمدرب هشام الدكيك، حيث أن جميع هؤلاء اللاعبين يعتبرون من العناصر الأساسية التي يعتمد عليها المنتخب في تكتيكاته وأسلوب لعبه.
كان إسماعيل أمزال آخر لاعب ينضم إلى قائمة الغيابات بسبب الإصابة. إصابة أمزال جاءت في توقيت حرج، حيث يعتمد المنتخب المغربي على جهوده الكبيرة في الخط الخلفي وفي التحركات الهجومية. غيابه يُضيف المزيد من الأعباء على المدرب هشام الدكيك الذي بات مضطرًا للبحث عن بدائل قادرة على سد هذه الفجوة الكبيرة.
من ناحية أخرى، فإن غياب عثمان الإدريسي ويوسف جواد وبلال البقالي لا يقل أهمية. عثمان الإدريسي يُعد واحدًا من أهم لاعبي المنتخب المغربي، بفضل أدائه الدفاعي القوي وقدرته على قطع الكرات وبناء الهجمات من الخلف. في حين أن يوسف جواد يعتبر من أبرز المواهب الهجومية في المنتخب، بفضل سرعته ومهارته في التحكم بالكرة وإنهاء الفرص. أما بلال البقالي، فهو لاعب وسط ميدان متكامل يسهم في ضبط إيقاع اللعب، مما يجعل غيابه عن المباراة يشكل فراغًا كبيرًا في وسط الملعب.
لقد بدأ تأثير هذه الغيابات يظهر بوضوح في المباريات السابقة، حيث افتقد المنتخب المغربي اللمسة الهجومية والإبداع الذي كان يوفره يوسف جواد وبلال البقالي. بدون هؤلاء اللاعبين، واجه المنتخب صعوبات في بناء اللعب والهجوم المنظم، وهو ما أثر على أداء الفريق ككل.
غياب الإدريسي وأمزال يضيف طبقة أخرى من التحدي أمام المدرب، خاصة أن الدفاع قد يكون أكثر عرضة للضغط من قبل المنتخب الإيراني الذي يُعرف بقدراته الهجومية السريعة. هذه الغيابات تجعل هشام الدكيك أمام معضلة حقيقية، حيث سيكون عليه إيجاد بدائل تتسم بالقدرة على تقديم أداء مميز في هذا المستوى العالي من المنافسة.
يدرك المدرب هشام الدكيك أن الغيابات المتعددة في صفوف المنتخب تعني أن عليه اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة قبل المواجهة المصيرية أمام إيران. الدكيك يُعتبر من المدربين الذين يتمتعون بخبرة طويلة في الفوتسال، وهو قادر على التعامل مع الظروف الصعبة، لكن حجم الإصابات هذه المرة يضعه أمام اختبار حقيقي.
قد يضطر المدرب إلى منح الفرصة لبعض اللاعبين الجدد أو الاحتياطيين الذين لم يشاركوا بشكل كبير في المباريات السابقة. سيكون من الضروري أن يعتمد على اللاعبين الذين يتمتعون باللياقة البدنية العالية والقدرة على التحمل، خاصة أن المنتخب الإيراني يُعتبر من الفرق القوية في آسيا والعالم، ويتميز بقدراته الهجومية الكبيرة.
من الممكن أن يعتمد الدكيك على تكتيك دفاعي متحفظ مع التركيز على الهجمات المرتدة، وذلك في محاولة لتفادي الضغط الذي قد يمارسه المنتخب الإيراني منذ البداية. في هذه الحالة، سيكون على اللاعبين الاحتياطيين أن يظهروا مستوى عاليًا من التركيز والانضباط التكتيكي.
مع غياب لاعبين أساسيين مثل يوسف جواد وبلال البقالي، قد يجد المدرب نفسه مضطرًا لتغيير خطته التكتيكية. عادةً ما يعتمد الدكيك على أسلوب اللعب الهجومي المنظم، مع ضغط عالٍ على الفريق المنافس، لكن هذه الاستراتيجية قد لا تكون مناسبة في ظل الغيابات الحالية. سيكون على الفريق التأقلم مع الظروف الجديدة، وربما يعتمد على أسلوب أكثر تحفظًا يُركز على الدفاع وغلق المساحات أمام الهجوم الإيراني السريع.المنتخب
يُعد المنتخب الإيراني واحدًا من أقوى المنتخبات في الفوتسال على مستوى العالم. يمتلك الفريق تاريخًا حافلًا بالإنجازات في البطولات الآسيوية والعالمية، ويُعرف بأسلوب لعبه السريع والهجومي. يعتمد المنتخب الإيراني على التمريرات السريعة والتحركات الذكية للاعبيه، مما يجعلهم خصمًا يصعب التعامل معه.
الهجوم الإيراني يُعتبر من أقوى نقاط الفريق، حيث يمتلك المنتخب لاعبين قادرين على خلق الفرص وتحقيق الأهداف من أنصاف الفرص. سيكون على المنتخب المغربي أن يكون في قمة تركيزه الدفاعي لتفادي استقبال أهداف مبكرة قد تُصعّب من مهمة الفريق في العودة إلى المباراة.
ستُقام المباراة يوم الخميس المقبل في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا بتوقيت غرينتش +1، وهو توقيت يُعتبر مناسبًا نسبيًا للمنتخب المغربي. ومع ذلك، فإن اللعب في أوزبكستان يمثل تحديًا في حد ذاته بسبب اختلاف الأجواء وظروف الملاعب.
مواجهة المنتخب الإيراني تمثل اختبارًا حقيقيًا للمدرب هشام الدكيك ولاعبيه، حيث يجب عليهم تقديم أفضل ما لديهم رغم الغيابات المؤثرة. ستكون المباراة فرصة لإثبات أن المنتخب المغربي قادر على تجاوز الصعوبات واللعب بروح قتالية من أجل تحقيق التأهل إلى الدور التالي.
بينما يعتبر المنتخب الإيراني المرشح الأوفر حظًا، لا يمكن استبعاد المفاجآت في عالم الفوتسال. يعتمد نجاح المنتخب المغربي في هذه المباراة على قدرة المدرب هشام الدكيك في إيجاد الحلول المناسبة والتعامل مع الوضع الصعب الذي يمر به الفريق.
كل الأنظار ستكون موجهة إلى هذه المواجهة الحاسمة، حيث يأمل الجمهور المغربي في أن يتمكن الفريق من تحقيق نتيجة إيجابية تضمن له مواصلة المشوار في بطولة كأس العالم للفوتسال 2024.