مدرب الجيش سعيد بالتأهل لدور مجموعات دوري الأبطال ويصرّح: “تأهل مستحق”
أعرب البولندي تشيسلاف ميشنيفيتش، مدرب فريق الجيش الملكي المغربي، عن سعادته الكبيرة بعد تأهل فريقه إلى دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا عقب التفوق على المريخ السوداني بمجموع مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة (4-2). هذا التأهل يأتي بعد غياب دام 17 سنة عن هذا الدور، وهو ما يزيد من أهمية هذا الإنجاز لفريق الجيش الملكي وجماهيره.
في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام، عبر ميشنيفيتش عن مشاعر الفرح والاعتزاز بهذا الإنجاز. وأكد أن التأهل لدور المجموعات يُعتبر خطوة مهمة في مسار الفريق، خاصة بعد هذا الغياب الطويل عن المشاركة في البطولات القارية. وأثنى المدرب على الأداء الرائع للاعبيه الذين أظهروا قتالية وحماسًا كبيرين على مدار المباراتين، مشيرًا إلى أن الفريق كان بإمكانه تحقيق نتيجة أكبر، إلا أن تألق حارس مرمى المريخ حال دون تسجيل مزيد من الأهداف.
وفي تفاصيل اللقاء، أشار ميشنيفيتش إلى أن الفريق قدم أداءً هجوميًا ممتازًا، ووصل إلى مرمى الخصم في عدة مناسبات. ومع ذلك، أشار إلى أن الحظ لم يكن حليفهم في تسجيل المزيد من الأهداف، نظرًا لتألق حارس مرمى المريخ الذي تصدى لعدد من الفرص الخطيرة. وأضاف: “في كرة القدم، عندما تلعب بشكل جيد وتسيطر على المباراة، تكون أقرب لتسجيل الأهداف. وهذا ما شاهدناه اليوم. لكن، تراجع الأداء بعض الشيء بعد إصابة بعض اللاعبين أثر على الفريق بشكل عام.”
ورغم بعض الصعوبات التي واجهها الفريق، إلا أن المدرب كان راضيًا عن النتيجة النهائية. فقد تمكن الفريق من تقديم أداء متوازن بين الدفاع والهجوم، وهو ما ساعدهم في الحفاظ على التقدم الذي حققوه في مباراة الذهاب.
ميشنيفيتش أشار أيضًا إلى أهمية الحفاظ على الأداء العالي طوال المباراة، مؤكدًا أنه طلب من لاعبيه عدم الاكتفاء بتسجيل هدف واحد والبحث عن هدفٍ ثانٍ لضمان التأهل. وقال: “من المهم في مثل هذه المباريات أن تستمر في الضغط على الخصم وعدم التراجع بعد تسجيل هدف. وهذا ما فعلناه. تمكنا من تسجيل الهدف الثاني الذي منحنا راحة أكبر وأكد تأهلنا لدور المجموعات.”
وأوضح المدرب أن الفريق عمل بجد في التدريبات للتحضير لهذه المباراة، وأن اللاعبين أظهروا التزامًا كبيرًا بتنفيذ التعليمات التكتيكية التي وضعتها الإدارة الفنية.
بعد التأهل إلى دور المجموعات، تحول الحديث إلى طموحات الجيش الملكي في المنافسة على لقب دوري أبطال إفريقيا. وفي هذا السياق، أبدى ميشنيفيتش تفاؤله بقدرة الفريق على الذهاب بعيدًا في البطولة. وأشار إلى تجربته السابقة في بولندا، حيث تمكن من قيادة فريقه لتحقيق لقب البطولة هناك، معربًا عن أمله في تكرار نفس الإنجاز مع الجيش الملكي.
وأضاف: “المشوار لن يكون سهلاً، فدوري أبطال إفريقيا يضم أفضل الفرق في القارة، لكننا سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق نتائج إيجابية. الفريق يملك الجودة والإرادة اللازمتين للتفوق على خصومه في هذه المنافسة الصعبة.”
على الرغم من الفرح بالتأهل، أشار المدرب إلى أن دور المجموعات سيكون أكثر صعوبة، حيث سيواجه الفريق منافسين من طراز عالمي. لذلك، ستكون التحضيرات لهذه المرحلة دقيقة ومكثفة لضمان تقديم أداء يليق بتطلعات الجماهير والإدارة. وأكد المدرب أن الفريق بحاجة إلى الاستمرارية في الأداء الجيد، وتحسين بعض الجوانب التكتيكية التي قد تساعد في مواجهة الفرق الكبرى.
ميشنيفيتش شدد أيضًا على أهمية التركيز على كل مباراة على حدة، وقال: “لا يمكننا التفكير في اللقب الآن. علينا أن نأخذ الأمور خطوة بخطوة. كل مباراة ستكون بمثابة نهائي، وسنحتاج إلى التركيز الكامل من جميع اللاعبين.”
في ختام تصريحه، وجه ميشنيفيتش رسالة شكر إلى جماهير الجيش الملكي التي ساندت الفريق طوال مشواره في البطولة حتى الآن. وقال: “الجماهير كانت حاضرة بقوة ودعمتنا في جميع المباريات. نحن نشعر بمدى حبهم للفريق، وسنسعى جاهدين لإسعادهم في المباريات المقبلة. تأهلنا لدور المجموعات هو هدية لهم، ولكننا نأمل أن نحقق المزيد من الإنجازات في المستقبل.”
على المستوى الإفريقي، يُعتبر تأهل الجيش الملكي إلى دور المجموعات خطوة مهمة في مشوار الفريق. هذا التأهل يُعيد الجيش الملكي إلى مصاف الفرق الكبرى في القارة، بعد سنوات من الغياب عن المنافسات القارية. وعلى الرغم من أن المنافسة في دوري أبطال إفريقيا شرسة وتضم فرقًا لها خبرة طويلة في هذه البطولة، إلا أن الجيش الملكي أثبت أنه يمتلك الجودة اللازمة للمنافسة.
كما أن هذا الإنجاز يُعطي دفعة كبيرة لكرة القدم المغربية على المستوى الإفريقي. فبعد التألق اللافت للمنتخب الوطني في البطولات الكبرى، يأتي الجيش الملكي ليُكمل هذا التألق على مستوى الأندية.
بالتأهل إلى دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا، يعود الجيش الملكي إلى المنافسة القارية بعد غياب دام 17 عامًا. هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لعمل جماعي وجهود مكثفة من اللاعبين والجهاز الفني. ومع المدرب البولندي تشيسلاف ميشنيفيتش على رأس القيادة الفنية، يبدو أن الفريق مستعد لمواصلة المشوار والمنافسة على أعلى المستويات.
الطريق أمام الجيش الملكي ما زال طويلًا، لكن هذا التأهل يُعد خطوة أولى نحو تحقيق طموحات الفريق وجماهيره في الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا.