انطلاقة محبطة لشباب المحمدية: هزيمة ثالثة تزيد من أعباء الفريق
تعرض فريق شباب المحمدية لهزيمته الثالثة على التوالي هذا الموسم، وذلك بعد خسارته أمام أولمبيك آسفي بنتيجة 1-2، في المباراة التي جرت أطوارها يوم السبت على أرضية ملعب البشير بمدينة المحمدية، ضمن منافسات الجولة الثالثة من البطولة الاحترافية المغربية لكرة القدم في قسمها الأول. الهزيمة التي تعرض لها شباب المحمدية جاءت بعد أداء غير مقنع للفريق، حيث دخل المباراة وهو يبحث عن انتصاره الأول هذا الموسم بعد هزيمتين قاسيتين في الجولتين السابقتين.
شهدت بداية المباراة محاولات من كلا الفريقين لفرض السيطرة على مجريات اللعب، حيث كان الهدف الرئيسي لكل منهما هو تحقيق نتيجة إيجابية تمنح دفعة معنوية في هذا الجزء المبكر من الموسم. شباب المحمدية، الذي تلقى خسارتين مدويتين في مباراتيه السابقتين، بخماسية نظيفة أمام الجيش الملكي وبرباعية نظيفة أمام الفتح الرياضي، كان يبحث عن تعويض تلك النتائج السيئة بتحقيق انتصار يعيد الثقة إلى لاعبيه وجماهيره.
في المقابل، كان فريق أولمبيك آسفي، الذي تعادل في مباراته الأولى أمام المغرب التطواني بدون أهداف، يطمح لتحقيق انتصاره الأول هذا الموسم ليعزز من مركزه في ترتيب البطولة. كانت المباراة متكافئة في شوطها الأول، حيث تبادل الفريقان الهجمات، لكن دون أن يتمكن أي منهما من التسجيل، رغم حصول أولمبيك آسفي على فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل.
في الدقيقة 17، أتيحت الفرصة لألمبيك آسفي للتقدم في النتيجة بعدما حصل على ضربة جزاء، إلا أن اللاعب إبراهيم البحراوي فشل في ترجمتها إلى هدف، بعدما تمكن حارس مرمى شباب المحمدية، مراد عبد الوديع، من التصدي لها ببراعة. هذه الفرصة المهدرة شكلت ضغطًا إضافيًا على الفريق المسفيوي، الذي كان يلعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 38 بعد طرد لاعبه عبد الغفور لعميرات بسبب تدخل عنيف.
استمرت المباراة بدون أهداف حتى نهاية الشوط الأول، حيث بدا أن الفريقين يعانيان من مشكلة في اللمسة الأخيرة، رغم الفرص التي أتيحت لكليهما. انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وسط توقعات بأن الشوط الثاني قد يشهد تغييرًا في مجريات اللعب.
مع بداية الشوط الثاني، بدا أن شباب المحمدية قرر رفع مستوى الأداء، حيث نجح في افتتاح التسجيل في الدقيقة 57 عن طريق لاعبه زكرياء فتحي، ليعلن عن تقدمه في المباراة وسط فرحة جماهير الفريق. هذا الهدف أعطى الأمل لشباب المحمدية في إمكانية تحقيق أول انتصار له هذا الموسم، لكن الفرحة لم تدم طويلاً.
بعد دقائق قليلة، وتحديدًا في الدقيقة 63، نجح أولمبيك آسفي في تعديل النتيجة عبر اللاعب ديارا عبدلاوي، الذي استغل إحدى الهجمات المرتدة ليعيد المباراة إلى نقطة البداية. هذا الهدف أحبط محاولات شباب المحمدية للسيطرة على المباراة، وأعاد الحماس إلى لاعبي الفريق المسفيوي، الذين بدأوا يبحثون عن هدف آخر يضمن لهم نقاط المباراة.
رغم أن شباب المحمدية كان يلعب أمام فريق ناقص عددياً بسبب طرد أحد لاعبيه، إلا أن أولمبيك آسفي لم يتراجع بل استمر في مهاجمة مرمى الفريق المحمدي. في الدقيقة 75، جاء الهدف الثاني لأولمبيك آسفي عن طريق اللاعب شيكنا ساماكي، الذي باغت دفاع شباب المحمدية وسجل هدف التقدم لفريقه.
هذا الهدف كان بمثابة صدمة كبيرة لشباب المحمدية، الذي وجد نفسه متأخرًا في النتيجة ومطالبًا بالعودة السريعة لتجنب هزيمة جديدة. حاول الفريق المحمدي بكل ما أوتي من قوة إدراك التعادل، لكنه اصطدم بدفاع منظم من جانب أولمبيك آسفي، الذي كان يعتمد على الهجمات المرتدة السريعة لزيادة الفارق.
خلال الدقائق المتبقية من المباراة، شن شباب المحمدية عدة هجمات بحثًا عن هدف التعادل، لكنه لم يتمكن من استغلال الفرص التي أتيحت له بسبب التسرع في اللمسة الأخيرة. في المقابل، حاول أولمبيك آسفي إضافة الهدف الثالث لحسم الأمور نهائيًا، لكنه أيضاً لم يتمكن من استغلال الفرص التي أتيحت له.
انتهت المباراة بفوز أولمبيك آسفي بهدفين مقابل هدف، ليحقق الفريق المسفيوي فوزه الأول في البطولة هذا الموسم، بينما استمرت معاناة شباب المحمدية الذي تلقى هزيمته الثالثة على التوالي. هذه الهزيمة وضعت الفريق المحمدي في موقف صعب، حيث بات مطالباً بتحقيق نتائج إيجابية في المباريات القادمة للخروج من منطقة الخطر.
بعد هذا الانتصار، رفع أولمبيك آسفي رصيده إلى أربع نقاط، ليتقدم مؤقتاً إلى المركز الخامس في جدول الترتيب، وهو نفس رصيد فرق الفتح الرياضي والشباب الرياضي السالمي والدفاع الحسني الجديدي، إلى جانب نهضة الزمامرة والمغرب الفاسي والوداد الرياضي، مما يجعل المنافسة شديدة في هذا الجزء من البطولة.
في المقابل، بقي رصيد شباب المحمدية خاليًا من النقاط بعد ثلاث هزائم متتالية، ليقبع في المركز الأخير، مما يزيد من الضغوط على الفريق ومدربه في الجولات القادمة. الفريق المحمدي سيكون مطالبًا بإيجاد حلول سريعة لإنقاذ موسمه، خاصة بعد الأداء المخيب للآمال في الجولات الأولى من البطولة.
يتعين على شباب المحمدية الاستفادة من الدروس المستخلصة من هذه المباريات والعمل على تحسين الأداء في المباريات القادمة. الفريق يمتلك إمكانيات جيدة، لكن يجب على اللاعبين التركيز وتجنب الأخطاء الدفاعية التي كلفتهم الكثير في المباريات السابقة. سيكون من الضروري أيضًا تعزيز خط الهجوم، حيث أن الفعالية الهجومية للفريق لم تكن على المستوى المطلوب في المباريات الثلاث الأولى.
أما بالنسبة لأولمبيك آسفي، فإن هذا الفوز سيمنحه دفعة معنوية كبيرة لمواصلة مشواره في البطولة وتحقيق نتائج إيجابية. الفريق المسفيوي أظهر انسجامًا جيدًا بين لاعبيه، وسيكون من المهم بالنسبة له الحفاظ على هذا الزخم في المباريات المقبلة.
في النهاية، تُعد هذه المباراة واحدة من المباريات التي تعكس مدى التنافسية في البطولة الاحترافية المغربية، والتي تشهد كل موسم مفاجآت وتحديات كبيرة للفرق المشاركة.