أخبار محلية

إقالة البوسني روسمير سفيكو من تدريب الرجاء الرياضي

يبدو أن أيام المدرب البوسني روسمير سفيكو مع نادي الرجاء الرياضي قد انتهت. إدارة النادي قررت اتخاذ خطوة حاسمة بإقالته بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال، آخرها الهزيمة أمام اتحاد طنجة بثلاثة أهداف مقابل هدف، وهي النتيجة التي فجرت غضب الجماهير وأثارت جدلًا واسعًا حول أداء الفريق تحت قيادته.

قبل بداية الموسم الكروي 2024/2023، تعاقد نادي الرجاء الرياضي مع البوسني روسمير سفيكو بعد رحيل المدرب الألماني جوزيف زينباور. جاء التعاقد مع سفيكو في إطار استراتيجية النادي للعودة إلى الألقاب المحلية والقارية، حيث كان يُنتظر من المدرب البوسني أن يعيد “النسور” إلى سكة الانتصارات ويعيد بناء الفريق بشكل يتماشى مع الطموحات الكبيرة لجماهير الرجاء، المعروفة بحبها الكبير للنادي وتطلعاتها إلى النجاح.

سفيكو كان يمتلك سيرة ذاتية محترمة، حيث سبق له التدريب في عدة أندية أوروبية، وهو ما دفع إدارة الرجاء إلى الرهان عليه كقائد للفريق في هذا الموسم. كان الجميع يتوقع أن يكون التعاقد معه خطوة إلى الأمام، خاصةً وأن الفريق كان بحاجة إلى مدرب يمتلك الخبرة اللازمة لإعادة التوازن للفريق الذي يعاني منذ سنوات من تذبذب النتائج.

لم تكن انطلاقة سفيكو مع الرجاء سهلة، حيث واجه الفريق مجموعة من التحديات الكبيرة، منها ضعف التحضير البدني للاعبين وبعض المشاكل داخل التشكيلة. بالإضافة إلى ذلك، عانى الفريق من بعض الغيابات الهامة بسبب الإصابات أو العقوبات، ما أثر على أداء الفريق في بداية البطولة الاحترافية “إنوي”.

في أولى مبارياته بالبطولة الاحترافية، تلقى الرجاء هزيمة غير متوقعة أمام نهضة بركان، وهو ما أثار تساؤلات حول قدرة سفيكو على قيادة الفريق نحو تحقيق الألقاب. لكن الصدمة الأكبر جاءت في المباراة الثانية، حيث انهزم الرجاء بثلاثة أهداف أمام اتحاد طنجة، وهي الهزيمة التي عمقت الجراح وأشعلت فتيل الغضب داخل أوساط الجماهير.

لم تتقبل جماهير الرجاء الهزائم المتتالية التي تعرض لها الفريق في أولى مبارياته بالدوري. الجماهير، التي تعتبر الفريق واحداً من أقوى الأندية المغربية والأفريقية، كانت تأمل في بداية أفضل للموسم، وخاصة بعد التعاقدات التي أبرمها الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية.

مع تصاعد غضب الجماهير، وجدت إدارة النادي نفسها تحت ضغط كبير لاتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبل المدرب سفيكو. فقد عُقد اجتماع طارئ بين رئيس النادي عادل هالا وأعضاء المكتب المسير يوم الأربعاء الماضي، لبحث الوضعية الراهنة للفريق ومناقشة مستقبل المدرب. وخلال هذا الاجتماع، كان هناك إجماع على أن النتائج الأخيرة لا تتماشى مع طموحات النادي وأنه لا يمكن الاستمرار مع سفيكو في ظل هذه الظروف.

من المرتقب أن يتم الإعلان الرسمي عن إقالة روسمير سفيكو مساء هذا اليوم الخميس، وفقًا لما أكده مصدر موثوق لموقع “SPORT7”. هذا القرار لن يكون مفاجئًا بالنظر إلى النتائج الكارثية التي حققها الفريق تحت قيادة سفيكو منذ بداية الموسم. وبالرغم من أن إقالة المدرب تأتي بعد فترة قصيرة من التعاقد معه، إلا أن إدارة الرجاء ترى أن هذا القرار هو الأفضل في الوقت الحالي، في محاولة لتصحيح المسار قبل فوات الأوان.

بعد إقالة سفيكو، بدأت إدارة الرجاء في البحث عن مدرب بديل يمتلك الخبرة اللازمة لإعادة الفريق إلى القمة. وحسب مصادر من داخل النادي، فقد تم التواصل بالفعل مع عدة مدربين أجانب سبق لهم العمل في البطولة الوطنية أو يمتلكون خبرة كافية في إدارة أندية بحجم الرجاء.

من بين الأسماء التي تم تداولها في الأوساط الرياضية، نجد بعض المدربين الذين سبق لهم تدريب أندية مغربية ولديهم معرفة جيدة بالكرة الوطنية. وعلى الرغم من أن النادي لم يكشف حتى الآن عن الأسماء المرشحة لخلافة سفيكو، إلا أن الجماهير تتطلع إلى اسم كبير يستطيع أن يعيد الفريق إلى الواجهة وينافس على الألقاب المحلية والقارية.

إقالة المدرب في هذا التوقيت تعتبر مخاطرة كبيرة، لكن إدارة الرجاء تعتقد أن هذا القرار كان لا مفر منه. فالفريق لا يزال في بداية الموسم وهناك متسع من الوقت لإصلاح الأخطاء والعودة إلى المنافسة بقوة.

لكن هناك أيضاً تداعيات سلبية لإقالة سفيكو، من بينها التكاليف المالية المرتبطة بفسخ العقد، بالإضافة إلى ضرورة بناء علاقة جديدة بين اللاعبين والمدرب الجديد في فترة زمنية قصيرة. وهذا قد يتطلب وقتاً أطول للوصول إلى التناغم المطلوب بين جميع مكونات الفريق.

على الرغم من هذه الإقالة، يبقى الأمل قائماً بين الجماهير وإدارة النادي في قدرة الفريق على النهوض من جديد. الرجاء الرياضي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة وإدارة طموحة، وهو ما يعزز فرص الفريق في تجاوز هذه المرحلة الصعبة.

الإدارة تعمل جاهدة للتعاقد مع مدرب يمتلك الخبرة اللازمة لتحقيق الانتصارات، والجماهير تنتظر بفارغ الصبر الإعلان عن الاسم الجديد الذي سيقود “النسور” في الفترة القادمة. ورغم أن المهمة لن تكون سهلة، إلا أن الرجاء يمتلك كل المقومات للعودة إلى الواجهة، سواء على المستوى المحلي أو القاري.

إقالة روسمير سفيكو من تدريب الرجاء الرياضي تأتي كنتيجة طبيعية للنتائج المخيبة التي حققها الفريق في بداية الموسم. إدارة النادي اضطرت إلى اتخاذ هذا القرار تحت ضغط الجماهير التي تطالب بتحقيق الانتصارات وإعادة الفريق إلى مستواه المعهود.

في الأيام القادمة، سيكون التحدي الأكبر أمام الرجاء هو التعاقد مع مدرب جديد يستطيع إعادة الفريق إلى طريق الانتصارات. الجماهير تأمل في أن يكون القرار القادم هو بداية جديدة للفريق، تسمح له بالمنافسة على جميع الألقاب التي يسعى لتحقيقها.

وفي النهاية، يبقى الأمل معلقاً على قدرة الإدارة في اتخاذ القرارات الصائبة والعودة إلى سكة الانتصارات في أقرب وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى