بلاغ شديد اللهجة من منخرطي الوداد الرياضي حول التحكيم
أصدر منخرطو نادي الوداد الرياضي بيانًا شديد اللهجة بعد الأحداث التحكيمية المثيرة للجدل التي شهدتها مباراة الفريق أمام اتحاد تواركة، والتي انتهت بالتعادل (1-1) ضمن الجولة الثالثة من الدوري المغربي الاحترافي. يأتي هذا البيان في ظل تصاعد الانتقادات حول التحكيم والقرارات المتخذة بشأن منع الجمهور من حضور المباريات.
شهدت مباراة الوداد الرياضي واتحاد تواركة توترًا كبيرًا بسبب مجموعة من القرارات التحكيمية التي اعتبرتها الجماهير والمنخرطون مثيرة للجدل. فقد أثارت تلك القرارات تساؤلات واسعة حول نزاهة التحكيم، وذلك في ظل استياء النادي وجماهيره من تلك التطورات، وخاصة بعد تأكيد البعض أن الحكم تغاضى عن احتساب ركلتي جزاء لصالح الوداد، وتجاهل طرد لاعب من الفريق المنافس.
في بيان أصدره برلمان الوداد الرياضي، عبّر منخرطو النادي عن أسفهم لما جرى في المباراة. جاء في البيان: “بأسف شديد وبدون استغراب تابعنا ما جرى خلال مباراة فريقنا ضمن الجولة الثالثة من بطولتنا الاحترافية. أولى قطرات غيث القرارات الاحترافية كانت بإقرار إجراء المباراة دون جمهور. لم نستغرب ذلك، حيث أصبح الاستثناء هو السماح للجماهير بحضور المباريات”.
وأضاف البيان أن التحكيم في المباراة كان “كارثيًا” على حد وصفهم، مؤكدين أن الحكم استغرق وقتًا طويلًا في اتخاذ قراراته عبر تقنية الفيديو المساعد “الفار”، حيث استهلك 7 دقائق في حالة واحدة، بالإضافة إلى تجاهله لبطاقة حمراء واضحة وضربتي جزاء لصالح الوداد، مما زاد من حدة الاحتقان.
وجّه البيان رسالة صريحة إلى الجهاز المسؤول عن التحكيم في المغرب، حيث اعتبر أن الأخطاء التحكيمية المتكررة، بالإضافة إلى قرارات اللعب بدون جمهور، لا تخدم مصالح كرة القدم الوطنية. وأضاف أن تلك القرارات “سهلة” وتأتي من مسؤولين يهتمون بمنصبهم أكثر مما يهتمون بتطوير كرة القدم المحلية. وأكد البيان أن هذه الأخطاء تضرب بعرض الحائط مبادئ النزاهة وتكافؤ الفرص بين الأندية.
شدد منخرطو الوداد في بيانهم على ضرورة إعادة النظر في منظومة التحكيم بشكل كامل. وأشار البيان إلى أن الأمر يتطلب اتخاذ قرارات جريئة وصارمة تجاه كل من يثبت تقصيره في أداء مهامه التحكيمية. واعتبر أن هذه الخطوة ضرورية لضمان العدالة الرياضية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الفرق المشاركة في الدوري.
كما تضمن البيان رسالة واضحة لإدارة نادي الوداد، مطالبًا رئيس النادي وأعضاء المكتب المديري بالدفاع عن حقوق النادي وحماية مصالحه في مواجهة الظلم التحكيمي. وأكد البيان أن الجماهير والمنخرطين يتوقعون من الإدارة اتخاذ موقف قوي وحازم من تلك القرارات التي تؤثر سلبًا على أداء الفريق ونتائجه في المنافسات.
وجّه البيان رسالة دعم للاعبي الفريق والطاقم التقني، مشددًا على أن أخطاء التحكيم هي جزء من كرة القدم، وأن الفريق يجب أن يبذل كل ما في وسعه لتحقيق الانتصارات. أضاف المنخرطون في رسالتهم أن الوداد الرياضي، بصفته ناديًا كبيرًا، لا يجب أن يتأثر بالظلم التحكيمي، بل يجب أن يكون ذلك دافعًا لمواصلة العمل الجاد وتحقيق الأهداف المرسومة.
وأكد البيان أن اللاعبين يجب أن يستمروا في تقديم أفضل ما لديهم على أرض الملعب، متسلحين بروح الانتصار والعزيمة القوية، من أجل تجاوز العقبات التي قد تعترض طريقهم نحو النجاح.
في نفس السياق، دعا البيان جماهير الوداد إلى الوقوف خلف الفريق ودعمه في هذه المرحلة الصعبة. أشار المنخرطون إلى أن الجماهير الودادية كانت ولا تزال القوة الداعمة الأولى للفريق، وأن التلاحم بينها وبين الفريق هو الذي يساعد في تحقيق النتائج المرجوة. كما أكدوا أن دعم الجماهير سيظل عنصرًا حاسمًا في تجاوز هذه المرحلة وتحقيق المزيد من الانتصارات.
أثارت القرارات التحكيمية في المباراة الأخيرة بين الوداد واتحاد تواركة جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية المغربية. فالجماهير الودادية اعتبرت أن الفريق حُرم من ركلة جزاء واضحة، وتساءلت عن أسباب تجاهل الحكم لطرد لاعب من الفريق المنافس رغم وجود تقنية الفار التي تُستخدم عادة لضمان اتخاذ القرارات الصحيحة.
لم تكن هذه الحادثة الأولى التي يتعرض فيها نادي الوداد لانتقادات بسبب التحكيم، حيث شهدت المواسم السابقة بعض الأحداث المماثلة التي أثارت استياء النادي وجماهيره. هذه الأخطاء التحكيمية المتكررة دفعت البعض إلى المطالبة بإجراء تغييرات جذرية في قطاع التحكيم وضمان تحقيق العدالة في جميع المباريات.
في الختام، يبدو أن الأحداث التحكيمية المثيرة للجدل التي شهدتها مباراة الوداد الرياضي أمام اتحاد تواركة قد فتحت بابًا جديدًا للنقاش حول وضع التحكيم في الدوري المغربي. وبينما يواصل النادي العمل على تحقيق أهدافه في البطولات المحلية والقارية، يتعين على الجهات المسؤولة عن كرة القدم في المغرب مراجعة سياساتها وضمان تحقيق العدالة والنزاهة في المباريات.
من المهم أن يستمر دعم الجماهير والمنخرطين للنادي في هذه المرحلة، وأن يبذل الفريق جهده على أرضية الملعب لتحقيق الانتصارات، بغض النظر عن الظروف المحيطة.