المنتخب المغربي يواصل التربع على التصنيف العالمي ويؤكد صدارته قارياً وعربياً
حافظ المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم على مركزه الـ 14 في التصنيف الشهري الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اليوم، الخميس 19 شتنبر. بهذا الإنجاز، يواصل المنتخب الوطني تربعه على قمة الترتيب على المستوى الإفريقي والعربي، مما يعزز مكانته كأحد أقوى المنتخبات في القارة السمراء وفي العالم العربي.
تمكن المنتخب المغربي من إضافة نقاط جديدة لرصيده في تصنيف “الفيفا”، حيث حصل على 1,676.14 نقطة، بفضل الأداء المميز الذي قدمه في المباريات الأخيرة. فقد كسب المنتخب 6.69 نقطة إضافية بعد الانتصارين المهمين اللذين حققهما في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025، المقرر إقامتها في المغرب. جاء الفوز الأول على حساب منتخب الغابون بنتيجة أربعة أهداف لهدف، بينما كان الانتصار الثاني على حساب منتخب ليسوتو بهدف نظيف، في المباراتين اللتين جرت أطوارهما على أرضية ملعب أدرار بمدينة أكادير.
لعبت هاتان المباراتان ضمن إطار الجولة الأولى والثانية من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية التي ستستضيفها المغرب في عام 2025. في المباراة الأولى، قدم المنتخب المغربي أداءً رائعًا أمام الغابون، حيث نجح في تسجيل أربعة أهداف مقابل هدف واحد، مما منح الفريق دفعة قوية نحو التأهل وتأكيد هيمنته في المجموعة. وفي المباراة الثانية ضد ليسوتو، واصل المنتخب المغربي مسيرته الناجحة بتحقيق انتصار آخر بهدف نظيف، ليحافظ بذلك على سلسلة انتصاراته ويعزز موقعه في صدارة المجموعة.
هذا التقدم المستمر للمنتخب المغربي في التصنيف الدولي يعكس التطور الكبير الذي عرفه الفريق في السنوات الأخيرة. فمنذ وصول المدرب الجديد وتطوير الجهاز الفني للفريق، شهد المنتخب تحسنًا ملحوظًا في الأداء والمستوى العام للعبة. ويأتي هذا النجاح نتيجة للعمل الجاد والالتزام من اللاعبين والجهاز الفني، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي يتلقاه المنتخب من الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم والجماهير المغربية المتعطشة للنجاحات.
لا يمكن الحديث عن النجاح الذي حققه المنتخب الوطني المغربي دون التطرق إلى مجموعة من العوامل التي ساهمت في هذا التحسن. من بين هذه العوامل:
- الجهاز الفني الجديد: منذ تعيين المدرب الوطني الحالي، ظهر تحول واضح في طريقة لعب المنتخب المغربي، حيث اعتمد على أسلوب تكتيكي جديد أكثر هجومية ومرونة. هذا التغيير أدى إلى تحسين الأداء الجماعي للفريق، وجعله قادرًا على المنافسة بقوة في البطولات الدولية.
- اللاعبون المحترفون: يعتمد المنتخب المغربي بشكل كبير على لاعبيه المحترفين الذين يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية. هذا الاحتكاك بالمستويات العالية من المنافسة في أوروبا يساعد اللاعبين على تطوير مهاراتهم البدنية والفنية، مما ينعكس بشكل إيجابي على أداء المنتخب الوطني.
- التنظيم والدعم: لا يمكن إنكار دور الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم في دعم المنتخب من خلال توفير الظروف المناسبة للإعداد، سواء من خلال تنظيم معسكرات تدريبية ذات جودة عالية أو من خلال توفير تجهيزات حديثة ومرافق متطورة.
مع حفاظ المنتخب المغربي على مركزه الـ 14 عالميًا، واستمرار تقدمه في التصنيف الدولي، تبدو التوقعات المستقبلية إيجابية. فالمغرب يمتلك الآن فريقًا متماسكًا وقويًا، قادرًا على المنافسة في أكبر البطولات العالمية، سواء في كأس الأمم الإفريقية أو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
على الرغم من النجاحات الأخيرة، إلا أن المنتخب المغربي يواجه تحديات كبيرة في الفترة المقبلة. فتأهل إلى كأس الأمم الإفريقية ليس الهدف الوحيد، بل يسعى الفريق إلى تحقيق اللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه بالبطولة في عام 1976. هذا يتطلب الحفاظ على التركيز وتقديم أداء مميز في المباريات المقبلة.
تلعب الجماهير المغربية دورًا كبيرًا في نجاحات المنتخب، فالدعم الكبير الذي يقدمه الجمهور سواء في الملاعب أو عبر وسائل الإعلام يعزز من معنويات اللاعبين ويحفزهم لتقديم أفضل ما لديهم. الجماهير المغربية معروفة بشغفها الكبير بكرة القدم وبتشجيعها المستمر للمنتخب الوطني، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من قصة نجاح المنتخب.
في ظل هذا التطور المستمر، يُتوقع أن يشهد المنتخب المغربي مشاركة متميزة في البطولات الدولية القادمة. فبعد وصوله إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، يسعى المغرب إلى التألق في البطولات المقبلة، بما في ذلك تصفيات كأس العالم 2026 وكأس الأمم الإفريقية 2025.
في النهاية، يواصل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم تحقيق النجاحات والمحافظة على مكانته كأحد أفضل المنتخبات في العالم. بفضل الأداء الرائع الذي قدمه في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025، والنتائج الإيجابية التي حققها في المباريات الأخيرة، يظل المنتخب المغربي مصدر فخر لكل المغاربة ومثالًا يحتذى به على مستوى إفريقيا والعالم العربي.
من المؤكد أن هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة العمل الجاد والمتواصل من جميع أفراد المنتخب والجهاز الفني والإداري، بالإضافة إلى الدعم الجماهيري الكبير. مع استمرار هذا الدعم والالتزام، فإن المنتخب المغربي لديه كل المقومات للذهاب بعيدًا في البطولات القادمة وتحقيق المزيد من الإنجازات.